حجبت لجنة التحكيم المكونة من الدكتور أياد السلامي (العراق) والأستاذ فتحي عبدالرحمن (فسطين)، الجائزة الأولى للنص المسرحي الموجه للصغار لاعتبارات منهجية وعلمية تتعلق بمستوى النصوص المتأهلة المتقارب، وعدم وجود نص مسرحي مؤهل للتتويج بالجائزة الكبرى، فيما حازت كل من كنزة المباركي من الجزائر (عن نصها حجا ديجيتال) ومصطفى عبدالفتاح من سوريا (عن نصه دارين تبحث عن وطن) الرتبة الثانية بنفس مستوى القيمة والتقدير، وذهبت الرتبة الثالثة لكل من دحو فرج من الجزائر (عن نصه صفر واحد) وأحمد محمد مستجاب من مصر (عن نصه صورة سلفي)، وذلك ضمن فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي، والتي تلتئم في الجزائر، دورة عزالدين مجوبي، وتنظمه الهيئة العربية للمسرح بالشارقة بتعاون مثمر مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام وبإشراف من وزارة الثقافة.
وقد قدم الناقد الأردني منصور العمايرة، قراءات في النصوص الأربعة متوقفا عند جماليات الكتابة المسرحية للطفل، متوقفا عند رؤاها المعرفية ومضامينها التربوية والجمالية وبناءاتها المشهدية ولغتها وحبكتها الدرامية وشخوصها. مسابقة التأليف المسرحي الموجه للصغار والتي تنظمها الهيئة العربية للمسرح كل سنة وتوزع جوائزها ضمن فعاليات دورات المهرجان، تندرج ضمن سياق عام يرتبط بإطلاق الهيئة العربية للمسرح لاستراتيجيتها الخاصة بمسرح الطفل. الاستراتيجية التي مكنت من توقيع اتفاقات وبروتوكولات تعاون مع العديد من الدول العربية، من أجل تفعيل التعاون في التكوين واللقاءات وتنظيم الممارسة في هذا المجال.
والى جانب الأنسنة والعنصر الفكاهي والانفتاح على مواضيع الراهن المرتبط بالتحديات التي تفتحها الوسائط الحديثة، ارتبطت النصوص المتأهلة الأربعة بمواضيع راهن لطفل اليوم. وكشفت النقاشات مع المتأهلين، على ضرورة تحديد العديد من المفاهيم المرتبطة بالكتابة للطفل في المجال المسرحي، من المسرح المدرسي الى مسرح الطفل الى المسرح الموجه للطفل. والرهان على الطفل هو جزء من رهان على مستقبل الممارسة المستقبلية العربية، لكن مع ضرورة إعادة التفكير في تحديد الفئات العمرية الموجهة للكتابة وأيضا مواصلة التكوين وتنظيم ورشات الكتابة الدرامية.
كما توقف المتدخلون عند ضرورة الاستفادة من المعرفة البيذاغوجيةوالديداكتيكية، والانفتاح على علم النفس التربوي ونظريات المسرح، مع مراعاة الأسئلة الجديدة للطفل اليوم، وهواجسه وانشغالاته وأسئلته الخاصة. حضور الحكاية الشعبية والخيال العلمي ضمن الموضوعات التي حضرت بقوة في النصوص، إذ توصلت اللجنة في البداية ب157 نصا مسرحيا خاصا بالطفل، وهي اللائحة التي انتهت الى 20 نصا وأفرزت منها المتأهلين الأربعة.